حَوْض الترسيب Settler (أو المروّق) هو عبارة عن تقنية للمُعالجة الابتدائية للمياه الصرف الصحي السوداء والرمادية، وهو مُصمم لإزالة العوالق الصلبة عن طريق الترسيب، ويُمكن أيضًا أن يُشار إليه على أنه خزَّان الترسيب، أو المُرَوِّق. يسمح حوض الترسيب بانخفاض سرعة جريان وتدفق المياه مما يتاح الوقت للجزيئات القابلة للترسيب بالغرق إلى القاع، بينما تطفو المُكونات الأخف من الماء على السطح.هو الوسيلة الآمنة لجمع فضلات الإنسان والمخلفات السائلة والتخلص منها بطريقة صحية نظيفة، بغرض الحفاظ على الصحة العامة وحمايتها، والحفاظ على جودة المسطحات المائية العامة
وعلى البيئة بوجه أعم.
عملية ترسّيُب الجسيمات الموجودة في السائل وتراكُمها بفِعل الجاذبية الأرضية. (مرادف : Settling)المياه المُستعملة والمُصرَّفةمن أي مجموعة من الأنشطة المنزلية، أو الصناعية، أو التجارية، أو الزراعية، وكذلك مياه الأمطار، وأي تدفقات داخلة إلى قنوات المجاري.

تُستخدم أحواض الترسيب غالبًا في الترويق الابتدائي وغالبًا ما تأتي في الترتيب بعد تقنيات المعالجة الأوليَّة (تقنيات المعالجة الأوليَّة). ويُمكن لأحواض الترسيب أن تُحقق انخفاضًا مبدئيًا كبيرًا في العوالق الصلبة (العكارة) بإزالة ما بين 50 % إلى 70 % وكذلك في المواد العضوية بإزالة ما بين (20% إلى 40% من الاحتياج الحيوي للأكسجين، كما تضمن عدم إعاقة هذه الملوثات لعمليات المُعالجة اللاحقة. وتتخذ أحواض الترسيب أشكالًا عديدة، إذ تنهض في بعض الأحيان بوظائف إضافية، ومن الممكن أن تكون خزَّانات مستقلة، أو أن تُدمَج في وحدات للمُعالجة، وفي هذا الكتاب العديد من التقنيات الأخرى التي لديها وظيفة الترسيب الابتدائي، أو التي تتضمن جزءًا للترسيب الابتدائي: المفاعل اللاهوائي ذو الحواجز (م.2)، ومفاعل الغاز الحيوي (م.4)، وبِرَك تثبيت المُخلَّفات السائلة (م.5)، وبِرَك الترسيب والتكثيف (م.8).

اعتبارات التصميم

الغرض الرئيسي من حَوْض الترسيب هو إتمام عملية الترسيب عن طريق تقليل سرعة واضطرابات المياه ، فأحواض الترسيب هي خزَّانات مُصممة لزمن مكث (احتفاظ) هيدروليكي (HRT) من 1.5 إلى 2.5 ساعة، ويقل الزمن المطلوب عندما لا تُوجد حاجة إلى تخفيض مستوى الاحتياج الحيوي للأكسجين BOD أقل من اللازم من أجل المعالجة الحيوية اللاحقة. وينبغي تصميم الخزَّان بحيث يضمن الأداء الجيد عند ذروة التدفق، ولمنع التيارات الدوامية و واختصار التدفقات لمسارها داخل الخزان ، فضلًا عن الاحتفاظ بالخَبَث (الزَبَد) الطَّافي داخل حَوْض الترسيب؛ فإن المُنشأة ذات المدخل والمخرج الجيدين والتي بها نظام فعَّال للتوزيع والجمع (حواجز، أو هدّارات، أو أنابيب على شكل حرف T) من الأمور المهمة. وبناءً على التصميم والموقع يُمكن إزالة الحمأة ونزحها من الحَوْض باستخدام التفريغ والنقل اليدوي (ن.1)، أو التفريغ والنقل بواسطة المُحرّكات (ن.2)، أو عن طريق الجاذبية باستخدام فتحة في القاع.  والمروّقات هي خزّانات ترسيب مبنية بوسائل ميكانيكية للإزالة المستمرة للحمأة تم تجميها  ب الترسيب، وهي مُجهزة بكساحات ميكانيكية لجمع الحمأة، والتي تكسح باستمرار المواد الصلبة المُترسبة باتجاه قُمع (قادوس) تجميع الحمأة في قاعدة الخزَّان، حيث تُفرغ الحمأة منه إلى مرافق المُعالجة. ويُسهّل الخزَّان الذي يميل قاعه بدرجة كافية من عملية إزالة الحمأة. تعتمد كفاءة حوض الترسيب الابتدائي على عوامل مختلفة مثل: خصائص مياه الصرف الصحي، وزمن المكث (الاحتفاظ) الهيدروليكي، ومعدل تفريغ الحمأة. ومن الممكن أن تنخفض الكفاءة نتيجة الدوامات الهوائية التي تُسببها الرياح فوق سطح حَوْض الترسيب، وتيارات الحمل الحرارية ، واختلاف كثافة المياه داخل الحوض نتيجة اختلاف درجات الحرارة واختلاف درجات الحرارة بين قاع وسطح الحوض ، ؛ ومن الممكن أن تؤدي هذه الظواهر إلى قِصر الدارة (اختصار المياه لمسارها في الحَوْض). ومن أجل تحسين أداء أحواض الترسيب يمكن تركيب الألواح المتوزاية المائلة المعروفة باسم [Lamella] مما يزيد من مساحة سطح الترسيب، أو من الممكن استخدام المُروّبات الكيميائية.

المواد والمستلزمات

يمكن صنع حوض الترسيب من الخرسانة أو الرمال أو الحصى أو الإسمنت، أو الفولاذ، أو الألياف الزجاجية (الفيبرجلاس) أو البولي فينيل كلوريد [PVC] أو البلاستيك، ومن الممكن أن يكون متوفرًا كوحدات سابقة التجهيز.

القابلية للتطبيق

اختيار تقنية تعمل على ترسيب المواد الصلبة يحكمه خصائص مياه الصرف الصحي، والقدرات الإدارية، ومدى الرغبة في عملية لا هوائية، سواء مع إنتاج الغاز الحيوي أو بدونه. فالتقنيات التي بها نوع ما من الترسيب الابتدائي (والمذكورة أعلاه) لا تحتاج إلى أي حوض ترسيب منفصِل. إلَّا أن العديد من تقنيات المُعالجة، تتطلب الإزالة التمهيدية للمواد الصلبة لكي تؤدي وظيفتها على نحو سليم. وتظهر أهمية حوض الترسيب الابتدائي للتقنيات التي تستخدم وسط ترشيحي (مثل المُرشِّح اللاهوائيّ [م.3])، ولكنه غالبًا ما يُلغى في محطات الحمأة المُنشطة. ويمكن تركيب أحواض الترسيب أيضًا كخزّانات للاحتفاظ بمياه الأمطار لإزالة جزء من المواد العضوية الصلبة وإلّا فقد يتم التخلص منها  مباشرةً إلى البيئة.

التشغيل والصيانة

في أحواض الترسيب التي لم تُصمّم من أجل العمليات اللاهوائية- تكون الإزالة المُنتظمة للحمأة ضرورية لمنع ظهور ظروف التخمير والتحلل وتكوّين الغازات وانبعاثها، الأمر الذي قد يؤدي إلى إعاقة عملية الترسيب عن طريق  طفو المواد الصلبة بعد ترسيبها. ويصعُب إزالة الحمأة التي انتقلت إلى السطح بواسطة فقاعات الغازات المُتكونة وقد تمر إلى مرحلة المُعالجة التالية.  ومن الأمور الضرورية الإزالة المستمرة للخبث، ويجب التخلص من الحمأة بطريقة مناسبة، سواء كان ذلك في نظام للمعالجة أو بدفنها.

الصحة والسلامة

ولمنع انبعاث الغازات ذات الرائحة فإنه من الضروري إزالة الحمأة باستمرار. ويجب التعامل مع الحمأة والخبث الطافي بحذر حيث أنهما يحتويان على مستويات عالية من مسببات الامراض ، وحيث يلزم إخضاعهما لمزيد من المُعالجة او  التخلص المُناسب. أما ارتداء معدات الحماية الشخصية المُناسبة فهو أمرٌ ضروري للعمال الذين قد يتعاملون مباشرة مع التدفقات السائلة الخارجة (المُعالجة)، ويجب تطهير المعدات واليدين بعد أعمال إزالة الحمأة.

التكاليف

تكاليف رأس المال لحوض الترسيب متوسطة، وتكاليف تشغيله منخفضة. وتعتمد تكاليف حوض الترسيب على ما استخدمته تقنيات النقل والمعالَجة المُستخدَمة الأخرى، وأيضًا على توفر المواد محليًّا وبالتالي تكاليف هذه المواد (الرمال، والحصى، والإسمنت، والفولاذ) أو الوحدات سابقة التجهيز، وتكاليف العمالة. وترتبط تكاليف التشغيل والصيانة الأساسية  بتفريغ الحمأة  المتجمعة فى قاع الحوض ، وتكاليف الكهرباء إذا كانت المضخّات من متطلبات التفريغ (في حال غياب خيار التدفق بالجاذبية).

الاعتبارات الاجتماعية

عادةً ما تكون أحواض الترسيب من التقنيات التي تلقى القبول الجيد. ارتداء معدات الحماية الشخصية المناسبة من الأمور التي ينبغي تناولها، وقد يتطلب الأمر عقد تدريبات لطاقم العمل المشارك.