بناءً على نوع المُعالجة وجودتها، يُمكن استخدام الحمأة المهضومة أو المُثَبَّتة في كلٍ من الأراضي الخاصة أو العامة من أجل إنشاء المسطحات الخضراء و الحدائق أو الزراعة.هـي خليط مـن المواد الصلبة والسـائلة التي تحتوي في الغالب على فضلات الجسـم والمياه، بالإضافة إلى الرمـل والحصى، والمعادن، والقمامة، والمركبات الكيميائيــة المختلفة. ويمكــن تمييز حمأة مياه المجــاري (Faecal sludge) عن حمــأة محطــة الصرف الصحــي (Wastewater sludge) بـأن حمأة ميــاه المجاري تأتي مــن تقنيــات الصرف الصحــي في الموقــع، أي أنها لم تُنقَل عبر شــبكات الصرف الصحــي، ويمكن أن تكــون على حالتها الأصلية أو تم هضمها جزئيًا، أو شــبه ســائلة ، أو شــبه صلبة، وهــي تنتج عن عمليات الجمع والتخزين/المعالجة لفضلات الجســم أو المياه الســوداء، التي قد تشــمل علي المياه الرمادية. اما حمــأة محطــة الصــرف الصحي (ويشار إليها أيضًا بحمأة المجاري) هــي الحمأة التــي تنتج عن تجميــع مياه الصــرف من شــبكات الصــرف الصحـي وعمليات المُعالجــة (شــبه) المركزية، ويتـحدد نوع المعالجـة المطلوبة للحمـأة وإمكانيـات الاســتخدام النهائـي لهــا بناءً على تحليلها والتعرف على مكوناتها الأساســية.المُخلفات المنقولة عبر قنوات المجاري (شبكة الصرف الصحي).

يُمكن استخدام الحمأة المُعالجة (على سبيل المثال الحمأة المُزالة من أحواض التجفيف المزروعة: م.10) في الزراعة، أو الحدائق المنزلية، أو  التشجير، أو زراعة العُشب والحشائش، أو إنشاء المسطحات الخضراء و الحدائق أو المنتزهات، أو ملاعب الجولف، أو  ترميم الاراضي التى تم تعدينها ، أو كتغطية لمطامر النفايات، أو لمكافحة  التصحر. بالرغم من أن الحمأة تحتوي على مستويات منخفضة من المُغذيات، أقل من تلك الموجودة في الأسمدة التجارية (بالنسبة للنيتروجين والفوسفور والبوتاسيوم)، فإن الحمأة يُمكنها أن تُعَوِّض جزءًا كبيرًا من متطلبات السماد. بالإضافة إلى ذلك، فقد وُجِدَ  أن الحمأة المُعالَجة تتميز بخصائص تفوق  الأسمدة التجارية، كخواص ملء التربة والاحتفاظ بالماء، وإطلاق المُغذيات بمعدلات بطيئة وثابتة.

اعتبارات التصميم

يتم نثر الحمأة الصلبة وتُفرَش وتوزَّع على سطح الأرض باستخدام مُوزعات الأسمدة العضوية التقليدية، أو شاحنات ذات خزانات، أو عَرَبات مصمّمة خصّيصًا لهذا الغرض، أما الحمأة السائلة (على سبيل المثال: الناتجة من المُفاعلات اللاهوائية) فيمكن رَشها على سطح الأرض أو حقنها في التربة. ويجب على المُستخدِم أن يأخذ في الحسبان مستوى المُعالَجة للحمأة ونوع الاستخدام؛ وذلك لتحديد الطريقة المُثلى والوقت الأفضل لاستخدام الحمأة. عند تحديد مُعدلات تطبيق الحمأة واستخدامها لا بُد أن يوضَع في الحُسبان وجود مُسببات الأمراض والملوّثات، وكذلك كمية المُغذيات المتوفرة؛ بحيث يمكن استخدامها بمعدلٍ مناسب و مستدام يوافق احتياجات المحاصيل. إعداد السماد مع إضافة المواد العضوية داخل المزارع  (م.11)  ربما يُستخدَم لتحقيق مُعالَجة محسَّنة ولزيادة كمية  مُحسِّنات التربة.

المواد والمستلزمات

يلزم وجود وسيلة للنقل، ومعدات لنثر الحمأة وتوزيعها، ومن ضمنها آلات نثر الأسمدة التقليدية، أو الشاحنات ذات خزانات، أو العَرَبات المصمّمة خصّيصًا لهذا الغرض.

القابلية للتطبيق

لا بُد من الرجوع إلى إرشادات منظمة الصحة العالمية  الخاصة بالاستخدام الآمن لمياه الصرف الصحي وفضلات الجسم والمياه الرمادية للاسترشاد بها فيما يخصّ نوع المحاصيل والظروف الملائمة من أجل الاستخدام الآمن للحمأة. وتعتمد إمكانية الانتفاع بالحمأة كمصدر للمُغذيات على مصدرها، كما أن استخدام الحمأة في زراعة الأراضي قد يكون أقل تكلفةً من التخلص منها. ويمكن التفكير في استخدام الحمأة أثناء مرحلتي الاستقرار والتعافي  من حالة الطوارئ، عندما يكون هناك نظام قائم لمعالجة الحمأة.

التشغيل والصيانة

تحتاج المُعدات المُستخدَمة في توزيع الحمأة إلى الصيانة، ولا بُد من متابعة كمية الحمأة المُستخدَمة ومعدل الاستخدام لتفادي التوزيع  الزائد من المُغذّيات على كلٍ من التربة والمسطحات المائية.

الصحة والسلامة

نادرًا ما تكون الحمأة خالية من مسببات الأمراض حتى بعد خضوعها للمعالجة. وينبغي الرجوع إلى إرشادات منظمة الصحة العالمية  الخاصة بالاستخدام الآمن لمياه الصرف الصحي وفضلات الجسم والمياه الرمادية للاسترشاد بتدابير الأمن اللازمة لحماية الصحة العامة وصحة البيئة. ولا بُد أن يرتدي العمال معدات الحماية الشخصية المناسبة (مثل الملابس الواقية، والأحذية الطويلة، وأقنعة الوجه الواقية ). وعلى الرغم من أنه أحيانًا ما تلقى الحمأة الانتقادات بسبب إمكانية احتوائها على مستويات عالية من المعادن الثقيلة أو غيرها من المُلوثات، فإنه لا ينبغي أن تحتوي الحمأة البرازية المُستخرَجة من الحُفر والخزانات على أي مركبات كيميائية، وبالتالي لن تكون مصدرًا عالي المخاطر للتلوث بالمعادن الثقيلة. تزيد احتمالات التلوث في الحمأة التي تنشأ عن محطات مُعالجة مياه الصرف الكبيرة الحجم، وذلك لأنها قد تستقبل موادًا كيميائية صناعية ومنزلية، فضلًا عن مياه الجريان السطحي والتي يُمكن أن تحتوي على الهيدروكربونات والمعادن. ويمكن اعتبار الحمأة الناشئة من  مياه الصرف المنزلية ونُظم الصرف الصحي في الموقع أكثر أمانًا، حيث أنها غير ملوّثة بالمُخلّفات الصناعية.

التكاليف

التكلفة الرئيسية التي يجب وضعها في الحسبان هي النقل المحتمل للحمأة إلى الحقول، ويُسهِم استخدام الحمأة في توليد الإيرادات عن طريق زيادة العائدات الزراعية، ومن الممكن أن يؤدي استخدام الحمأة لتوفير المال إذا حلت محل الاسمدة  التجارية.

الاعتبارات الاجتماعية

أكبر العوائق التي تواجه استخدام الحمأة هي -بوجهٍ عام- القبول الاجتماعي، ولكن حتى عندما لا تلقَى الحمأة القبول لدي المزارعين والصناعات المحلية، فقد لا تزال تحمل فائدة للمشاريع الحكومية  ويمكنها توفير الكثير من النفقات (كما فيترميم الاراضي التى تم تعدينها  ). وعلى حسب مصدر الحمأة وطريقة مُعالجتها، فمن الممكن أن تخضع الحمأة للمعالجة بحيث تصل إلى مستوى يجعلها آمنة بوجهٍ عام، ولا ينتج عنها مشكلات انتشار الروائح النفاذة أو ناقلات الأمراض بعد ذلك. ومن الضروري اتباع قواعد السلامة وضوابط الاستخدام الملائمة ، وينبغي الرجوع لإرشادات منظمة الصحة العالمية للاسترشاد بمزيد من المعلومات التفصيلية.