المُفاعل اللاهوائي ذو الحواجز (Anaerobic Baffled Reactor ABR) يعالج أنواعًا عديدة من مياه الصرف الصحي، ويمكن اعتباره خزّان تحليل (تخمير) مُطور (ج.13) يستخدم الحواجز لضمان المعالجة على النحو الأمثل. تجري معالجة مياه الصرف بدفعها للسريان إلى الأعلى عبر مجموعة من الغُرَف، حيث تتحلل المُلوّثات بيولوجيًا في طبقة الحمأة النشطة الموجودة في قاع كل غرفة.هـي خليط مـن المواد الصلبة والسـائلة التي تحتوي في الغالب على فضلات الجسـم والمياه، بالإضافة إلى الرمـل والحصى، والمعادن، والقمامة، والمركبات الكيميائيــة المختلفة. ويمكــن تمييز حمأة مياه المجــاري (Faecal sludge) عن حمــأة محطــة الصرف الصحــي (Wastewater sludge) بـأن حمأة ميــاه المجاري تأتي مــن تقنيــات الصرف الصحــي في الموقــع، أي أنها لم تُنقَل عبر شــبكات الصرف الصحــي، ويمكن أن تكــون على حالتها الأصلية أو تم هضمها جزئيًا، أو شــبه ســائلة ، أو شــبه صلبة، وهــي تنتج عن عمليات الجمع والتخزين/المعالجة لفضلات الجســم أو المياه الســوداء، التي قد تشــمل علي المياه الرمادية. اما حمــأة محطــة الصــرف الصحي (ويشار إليها أيضًا بحمأة المجاري) هــي الحمأة التــي تنتج عن تجميــع مياه الصــرف من شــبكات الصــرف الصحـي وعمليات المُعالجــة (شــبه) المركزية، ويتـحدد نوع المعالجـة المطلوبة للحمـأة وإمكانيـات الاســتخدام النهائـي لهــا بناءً على تحليلها والتعرف على مكوناتها الأساســية.المُخلفات المنقولة عبر قنوات المجاري (شبكة الصرف الصحي).
المياه المُستعملة والمُصرَّفةمن أي مجموعة من الأنشطة المنزلية، أو الصناعية، أو التجارية، أو الزراعية، وكذلك مياه الأمطار، وأي تدفقات داخلة إلى قنوات المجاري.

يمكن للمفاعلات اللاهوائية ذات الحواجز أن تُعالج المجاري مباشرا او التى تم معالجتها اولياً وكذلك المجاري التي خضعت لمعالَجة ثانوية، وكذلك المياه الرمادية (ذات الحِمل العُضوي المرتفع). عملية التشغيل الأساسية تكون لاهوائيةّ (أي في غياب الأكسجين)، وتستغل آليات المعالجة البيولوجية. تؤدي غُرف تدفق مياه الصرف الصحي من أسفل إلى أعلى إلى تحسين عملية إزالة المواد العضوية وهضمها؛ حيث من الممكن أن يقِل الاحتياج الحيوي للأكسجين (BOD) بنسبة قد تصل إلى 90 %، وهذا أفضل بكثير من إزالة المواد العضوية باستخدام خزَّان التحليل (التخمير) التقليدي (ج.13).

اعتبارات التصميم

تحتوي الوحدات الجاهزة للمفاعلات اللاهوائية ذات الحواجز الصغيرة  على غُرفة ترسيب مُدمجة، لكن من الممكن أيضًا أن تجري عملية الترسيب الأوليّة في حوض ترسيب مُنفصل (م.1)، أو في تقنية أخرى سابقة، على سبيل المثال: خزّان التحليل (التخمير) (ج.13). ويجب أن تتكون المفاعلات اللاهوائية ذات الحواجز من 4 غُرف على الأقل  طبقا لمعدل الاحتياج الحيوي للأكسجين، ولا يوصَى بوجود أكثر من 6 غُرف. ويجب أن يكون يقل الحمل العضوي  عن  6 كغم لكل متر مكعب يوميا  من الاحتياج الحيوي للأكسجين، ومن الأفضل أن يكون عمق المياه عند نقطة المخرج نحو (1.8م) ، ويجب ألا يتعدّى 2.2م بحدٍ أقصى (للنظم الكبيرة). ويجب ألّا يقِل زمن  المكث الهيدروليكي (HRT) عن 8 ساعات،  ولكن من  المُفضَّل  ان يتراوح بين (16-20) ساعة.

 ومن الأفضل أن تتراوح سُرعة السريان من أسفل إلى أعلى نحو (0.9 م/س)، ويجب تجُب السرعات التي تتعدى 1.2 م/س. ومن الأمور الضرورية لعملية الصيانة تأكيد إمكانية الوصول إلى جميع الغُرف (من خلال فتحات مُخصَّصة لذلك). ولا بُد من تهوية الخزانات للتحكم في انبعاث الروائح وغيرها من الغازات الضارة. يجب وضع مصيدة للشحوم قبل حوض الترسيب (المُروِّق) في الأماكن التي يتم صرف  فيها مياه المطابخ بالنظام، وذلك لتفادي دخول المزيد من مادة الزيوت والشحوم وإعاقة عمليات المعالجة.

المواد والمستلزمات

يمكن صنع المفاعل اللاهوائي ذي الحواجز من الخرسانة أو الألياف الزجاجية (الفيبرجلاس) أو البولي فينيل كلوريد (PVC) أو البلاستيك، ومن الممكن أن تكون سابقة التجهيز. وقد يلزم وجود مضخَّة من أجل تفريغ مياه الصرف المُعالجَة، وذلك في الأماكن التي لا يتاح فيها خيار التدفق بالجاذبية.

القابلية للتطبيق

الوقت اللازم ، لبناء مفاعل لاهوائي ذي حواجز يخدم 20 منزلًا  قد يصل إلى عدة أسابيع، وقد يكون إنشاؤه أسرع كثيرًا (3-4 أيام) إذا استُخدِمت الوحدات سابقة التجهيز من المفاعل اللاهوائي ذي الحواجز المصنوع من الألياف البلاستيكية  المقوي. فور دخوله مرحلة التشغيل، يحتاج المفاعل إلى فترة من 3-6 أشهر وقد تصل إلى 9 أشهر في الأجواء المناخية الباردة لتكوين البيئة البيولوجية، وللوصول إلى أقصى فعالية للمعالجة. لذلك، فالمفاعلات اللاهوائية ذات الحواجز ليست مناسبة لمرحلة الاستجابة الحادة من حالة الطوارئ، ولكنها تناسب أكثر فترات الاستقرار  والتعافي. ومن الممكن أيضًا أن تعتبر حلولًا طويلة الأمد. وأفضل مستوى يناسبها هو مستوى الحي السكني، ولكن يمكن أيضًا تنفيذه على مستوى المنازل أو مناطق  التجمعات ومراكز الخدمات الكبيرة أو المباني والمُنشآت العامة (مثل المدارس). وعلى الرغم من أن المفاعلات اللاهوائية ذات الحواجز مُصمَّمة بحيث تكون معزولة -غير مُنفذة للمياه - فإنه لا يوصَى بإنشائها في المناطق التي يرتفع بها منسوب المياه الجوفية أو المناطق التي تتكرر بها  السيول ، وبديلًا عن ذلك، يمكن وضع الوحدات سابقة التجهيز فوق سطح الأرض. من الممكن تنفيذ المفاعلات اللاهوائية ذات الحواجز في أي مناخ، إلّا أن الكفاءة ستقِل في الأجواء المناخية الأكثر برودة.

التشغيل والصيانة

تشغيل المفاعل اللاهوائي ذي الحواجز بسيط نسبيًا، وفور أداء النظام لوظيفته بالكامل تختفي الحاجة لبعض مهام التشغيل. ولتقليل فترة بدء التشغيل يمكن تزويد المُفاعل اللاهوائي ذي الحواجز بالبكتيريا اللاهوائية، على سبيل المثال بإضافة حمأة خزَّان التحليل (التخمير) أو روث الأبقار. ويجب فحص النظام شهريًا للتأكد من خلّوه من المخلفات الصلبة، ويجب متابعة مستوى الحمأة كل 6 أشهر. ولا بُد من نزح الحمأة كل 2-4 سنوات على حسب تراكم الحمأة في قاع الغُرف التي تقلل من كفاءة المعالجة. وتعد أفضل طريقة لإزالة الحمأة هي استخدام تقنية التفريغ والنقل بواسطة المحركات (ن.2)، ولكن من الخيارات المطروحة أيضًا التفريغ اليدوي (ن.1). ويجب ترك كمية صغيرة من الحمأة لضمان استمرار العملية البيولوجية.

الصحة والسلامة

ويجب التعامل مع التدفقات السائلة الخارجة والخبث الطافي والحمأة المترسبة بحذر حيث أنها تحتوي على مستويات عالية من مسببات الأمراض. ولا بُد أن يزوّد العمال بمعدات الحماية الشخصية الملائمة (الحذاء الطويل، والقفازات، والملابس الواقية) أثناء نزح الحمأة وازالة الخبَث. ويجب أن تخضع التدفُّقات السائلة الخارجة لمعالجة إضافية (على سبيل المثال المُعالجة اللاحقة) إذا أُعيد استخدامها في الزراعة وإلّا  فيتم التخلص منها بطريقة سليمة ولائقة.

التكاليف

تكاليف رأس المال للمفاعل اللاهوائي ذي الحواجز متوسطة، وتكاليف تشغيله منخفضة. وتعتمد تكاليف المفاعل اللاهوائي ذي الحواجز على  تكلفة تقنيات النقل ووحدات المعالَجة المُستخدَمة الأخرى، وأيضًا على توفر المواد محليًّا وبالتالي تكاليف هذه المواد (الرمال، والحصى، والإسمنت، والفولاذ)، أو الوحدات سابقة التجهيز، وتكاليف العمالة. وترتبط تكاليف التشغيل والصيانة الأساسية بنزح الحمأة الأوليّة، وتكاليف الكهرباء إذا كانت المضخّات من متطلبات التفريغ (في حال غياب خيار تدفق الجاذبية).

الاعتبارات الاجتماعية

عادةً ما تكون نُظُم المُعالجة اللاهوائية من التقنيات التي تلقى القبول الجيد. وبسبب البيئة الحساسة داخل الخزَّان فلا بُد من رفع الوعي لدى المستخدمين بشأن استبعاد استخدام المواد الكيماوية القاسية.